وقفت كمـــــــا البكــــــر شــــامخة
صــــارخـة فى الخطــب أنا الشرف
تصيـــبك القــذائف من كل صــوب
حتى نــزف النــزف بنـزفك نـــزف
كمـــا الصـــلد ظـــــللت واقفــــــــة
بســـيل دم خـمّـــــــرك الى الطرف
تــردين الغـــــــزاة عنـك نـافـــــرة
وعنـــك العــــــرب كلهــم صـــرف
تحـــاملت أيــاما بليــــــل بهيـــــــم
بــــويل قــــذف بــــــــالغ العنــــف
تتـــــوعّــدين الغــــزاة مــر ألــــــم
ان قـــــاربت جنــــــدة حـــد الكنف
أبليـــــت بمقصـــدك حسـن البـــلاء
فمـــال العــــدو عنـــــــــك جنــــف
وجـــــاء الســــقوط كلمــحة بصــــر
كعــــــرش ســـبأ وردّة الطــــــرف
فكـــان الزهـــول لكـــــل راقـــــــب
فـــاق الحــــــد والفــرض والعرف
أين جنـــــدك والقــــادة والنظـــــام
تبخّــــــرت كـأنّـــما نسيج طيـــــف
ســــــكون غــريب وعـتـاد ثقـيــــل
وجنــــــد راجــــلة بعـــداد كثـــــف
تجــــوب فــردوسـك بثبـات عجيب
تصــــعد دراجــــا وتـعــود بلهـــف
أمـــام جمــــوع حـــراكهــم همس
كــأنّــما رؤوسهـــم للطير ســــقف
الكـــل مجمـــوع قــاتل ومقتــــول
كــأنّهمــا بـألأخـاء مضيف وضيف
كـــأنّـما الجمـــع مجمــوع لميقـات
أبـــرم بعهــــــــد كحــــد السيــــف
وكــان مــا كـان بنصــب المهـــان
ليهـــــتف الجمــع بسقوط الزيـــف
لتصــعد أقــدام عــــرب الـــــــدمـاء
عتــــــاد العـــــــــدو بقلــوب رهف
وتمـــوج أجســـاد بشـــر كثــــــار
بحمــــــد العـــــدو بالقـــول هتـــف
وتبحـــث عبـــاد بذل الــوضـــاعة
عن غـاصب بالجــار جنبـا يقـــــف
ليطـــّوق بالأعنـــاق قاتل ذويـــــة
ان سمــــح بألكـــــرم يأتية بشـغف
آة يــا بغـــــــداد يــا ذوراء المدن
مثـــــلك كمثــــل كربلاء والنجـــف
المــــوصل بكــت بوجع بصــرتها
وتــلاطمت أمـــواج نهــريك خسف
القـــادسيــة ناحت بنيـاح تكــريت
وكــركـــوك ســـــال دمعهـــا ذرف
كـــل بقـــاع عــــراقـك ذاقــــــــت
مـــــرّ فعـــــلات أهلهــــم السخــف
أنســـــوا أن الشــوارع مــــــلأى
بجثــــــــث ذويهــم متناثرة جيـــف
وكــل عقـــار تهـــــــدّم أخـــــفى
كبيـــــــرا صغيـــرا رضيـعا زحــف
النـــاجون من ويـــــلات قذائفـــة
هـــــم بألأعـــاقة من بعده وصــف
كــــل قـــــائم لبنيـــان تزلـــــــزل
يشهـــــــد أن جيــرانــة نســــــــف
يــــا أبنــة الخــــلافة ما بنا حـــل
نتــــاج حكــــاما عـــربا صلـــــــف
آن يعتــــلى العــــرش يـــــــــأبى
رؤيــــــا وجــــوهـــا عنة صـــرف
بالقهــــــر يجثــم حاكما وكـأنّــــة
يـــرعى جمـــادا على شــفى جرف
مشــــانقة على كل رافض تعلـــو
فجــــل أخطــــاؤة بالقهــر نصـــف
فـــارس على الـــرعيـة وحـدهــا
ويــــوم النــــزال شــــــر خــــــلف
ان ضــــاقت عليـــة الدنيا اختفى
فـأن فــــــرّجت بــالــرعية أنـــــف
فـــآن البليـــة أتّـخـذّت العــــــــدو
شــــــــر مجيـــــر من فسـاد الترف
فكـــل ما كـــان تعبيـــر خــــلاص
لمـــــاض أذلّــــك بغيــــــــــر رؤف
كل أمصــارنا يـا بغــداد بعـــــــدك
سيحـــــل عليهـــــا آن القطـــــــــف
وسنشـــرب ســم هـوانــك جرعـا
عبـــــا سيكـــون من بعــد رشـــــف